إن الرسالة التربوية ليست مجرد دور تعليمي بسيط، بل هي مشروع حياتي يهدف إلى بناء الإنسان بما يتماشى مع القيم الأخلاقية التي تُعلي من شأن العقل والفكر، وتنقّي النفس، وترتقي بالروح، وتُسهم في تحفيز الأفراد على تحقيق رسالتهم في الحياة.
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
[البقرة: 83]
لقد اختار الله تعالى الإنسان ليكون خليفته في الأرض، ووضع على عاتقه مسؤوليات عظيمة، تبدأ من بناء نفسه وتربية روحه، ثم تنتقل إلى بناء المجتمع وتطويره. ومن هنا، فإن الاتصال بالجماهير ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات أو التأثير في العقول، بل هو مسؤولية تتعلق بمدى التزامنا بالقيم الإنسانية والإلهية التي تُوجّه كل فعل من أفعالنا، بما في ذلك العلم والتعليم. إن الرسالة التربوية ليست مجرد دور تعليمي بسيط، بل هي مشروع حياتي يهدف إلى بناء الإنسان بما يتماشى مع القيم الأخلاقية التي تُعلي من شأن العقل والفكر، وتنقّي النفس، وترتقي بالروح، وتُسهم في تحفيز الأفراد على تحقيق رسالتهم في الحياة.
إنّ التعليم، بوصفه عملية تواصلية، هو الأداة التي نستخدمها لصياغة الوعي الجماعي للأجيال الجديدة، وهو مسؤولية ثقافية عظيمة، يتحملها المربّون والمعلمون الذين يشكلون الواجهة الأولى لنقل القيم، والأفكار، والمفاهيم. وفي ظل الإعلام المعاصر، الذي أصبح أداة قوية للاتصال الجماهيري، يتعين على المربّي أن يكون واعيًا تمامًا بتأثير وسائل الإعلام على تشكيل هوية الفرد والمجتمع. فلا يقتصر دوره على تعليم المواد الدراسية فحسب، بل يمتد ليشمل تكوين الشخصية الإنسانية الشاملة التي تقوم على أسس من الفضيلة، والعدل، والوعي النقدي.
ومن هنا، فإن المسؤولية الإلهية التي يتحمّلها المربّي تشمل الدور التوجيهي الذي يتكامل مع الاتصال الجماهيري، ليكون وسيلةً لبناء أجيال قادرة على التفكّر، والتفاعل مع العالم، والإسهام في المجتمعات بطرق تعكس القيم الإسلامية والإنسانية. والكتابة والتواصل، في هذا السياق، ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أداة لحمل رسالة أخلاقية وتنموية تهدف إلى تمكين الأفراد من أن يصبحوا مشاركين فاعلين في بناء عالم أكثر عدلاً ورشادًا.
يهدف هذا الكتاب إلى تقديم رؤية شاملة حول الاتصال بالجماهير في مجالي التعليم والإعلام الثقافي، مع التركيز على دور المربّين في استخدام وسائل الاتصال الجماهيري لخلق بيئة تعليمية تؤثر إيجابيًا في التفكير الجماعي، وتُسهم في تكوين جيل من الشباب قادر على إحداث التغيير الثقافي والاجتماعي الذي ينسجم مع قيم الأخلاق، والمبادئ الإنسانية، والواجبات الإلهية.
Leave a Comment
Your email address will not be published. Required fields are marked with *