فخرج إلى المسجد، فبايعه من بايعه، وبايعت الأنصار علياً إلاّ نفيراً يسيراً، منهم حسان بن ثابت، وكعب بن مالك … كانوا عثمانية. ولم يبايعه من غير الأنصار عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وكلهم كانوا من المقربين من عثمان.
إن التيارات السياسية والنحل المذهبية والتيارات العقدية تتكوّن في عقود من السنوات نتيجة ظروف أرضية اجتماعية ومبادئ فكرية وانتماءات سياسية.
فدراسة الجغرافيا السياسية والعقدية في عصر الإمام الحسين عليه السلام في العالم الإسلامي تتطلب دراسة خريطة الجيوسياسية والعقدية منذ بعثة الرسول الأكرم إلى رحليه ومرورا بسنوات خلافة الخلفاء الثلاثة وفترة حكم الإمام علي والإمام الحسن ومعاوية ويزيد جنوب وشمال الوطن الإسلامي آنذاك التي ظهرت إثر هذه الفترات وعمل أصحاب حكمها، تعدداً طائفياً وعرقياً ومذهبياً.
1- المدينة في عصر النبي ص
بايع قرابة 75 من أهل يثرب ومن الأوس والخزرج في بيعة العقبة الثانية في السنة 13 من البعثة وطلب النبي من المؤمنين الهجرة إليها وحصلت الهجرة من الشرك إلى الإيمان والتوحيد وهيأت الهجرة هذه تكوين الدولة الإسلامية والحضارة الإسلامية الكبرى
لم يكن مجتمع المدينة المنوّرة عندما هاجر النّبي ص والمسلمون إليها مجتمعًا واحدًا متجانسًا، بل كان كانت تعيش في المدينة المنورة يهود ونصارى فنظّم الرسول علاقات معهم وعقد معاهدات وأمر المسلمين بالوفاء بها، ولم يطردهم النبي ص إلا بعد محاولتهم لاغتيال النبي وقتله باسقاط حجر على رأسه المبارك
كما كانت هناك تيارات فكرية مختلفة كل يقوم وفق ما يراه لصالحه و يحذر ما يخاف عنه في المستقبل
ينقسم أهل المدينة إلى المهاجرين والأنصار والمنافقين:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 100 – 102]
2- المنافقون
المنافق هو الذي لم يؤمن بالإسلام بقلبه، لكنه يتظاهر بالإيمان، هو الذي يخفي الكفر، ويظهر غيره. ويستخدم مصطلح المنافق في قبال المؤمن والكافر.
يعود منشأ النفاق والمنافقين في الإسلام إلى ما بعد هجرة النبي (ص) إلى المدينة، ففي مكة كان المشركون يعارضون الإسلام علنا، أما بعد أن قويت شوكة المسلمين وضعُف موقع المشركين تظاهروا بأنهم التحقوا بصفوف المسلمين من غير أن يؤمنوا؛ وذلك ليتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم ضد الإسلام ورسول الله (ص).
النفاق أخطر من اكفر لأنه يضعف إيمان المجتمع الديني ويؤثر على المؤمنين
لابد من دراسة عدة مواضيع هنا:
أسماء المنافقين (هل نعرف المنافقون أو يمكننا التعرف علي أشخاصهم)
معرفة المنافقين (كيف يتم معرفتهم)
كيف تعامل النبي ص مع المنافقين
ماذا يقول القرآن الكريم عن المنافقين
3- سقيفة بني ساعدة
یقول عمر:…. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْش…. فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الاِخْتِلاَفِ. فَقُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْر. فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأَنْصَارُ… (صحيح البخاري ج 8 ص 26، ح 6830، كتاب الحدود)
4- فترة خلافة الخلفاء الثلاثة
الإمام علي ع وفترة غصب خلافته (11 – 35 هـ)
واجه الإمام علي عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام في زمن الخلفاء الثلاثة مجموعة كبيرة من الوقائع والمشاكل كهجوم القوم على بيت فاطمة (عليها السلام) وأخذ البيعة لأبي بكر قسراً وغصب فدك وشهادة فاطمة (عليها السلام).
وقد استمرت هذه الفترة 25 عاماً (3 سنوات أبي بكر / 12 سنة عمر / 10 سنة عثمان) كان له عليه السلام دور بارز في شؤون المجتمع ولم ينعزل عن المجتمع ولم يكلّ عن ممارسة مهامه فيها كالعطاء العلمي والاجتماعي وكان عليه السلام بارعاً في جميع تلك الخدمات كجمع القرآن وتقديم النصح والاستشارة للخلفاء الثلاثة في التحديات التي كانت تواجههم في الحكم والحرب و الفتوحات …
5- الفتوحات الإسلامية
الفتوحات الإسلامية هي عدة حروب خاضها المسلمون بعد رحيل الرسول الأكرم ص ضد بيزنطة والفرس والبربر والقوط في السنوات ما بين (632–732) ففي عهد الخلفاء الثلاثة فدمرت الإمبراطورية الفارسية، وألحقت الهزائم الكبرى بإمبراطورية الروم البيزنطيين، ونشرت دين الإسلام الحنيف بين شعوب كثيرة، وعلى مساحات وأقاليم واسعة شملت العراق والشام وفارس وصولا إلى حدود الهند شرقًا، وأرمينيا شمالًا، وإلى حدود تونس في إفريقيا.
من ميزات هؤلاء أنهم جديدي العهد للإسلام، لم يروا النبي ولا فترة نزول الوحي ولم يعيشوا أجواء سنة رسول الله فمعرفتهم عن الإسلام كانت محدودة بحدود ما نقل إليهم من قبل أمرائهم وولاة الأمر الذين حدّدهم الخلفاء الراشدون على تلك الولايات.
فما يعرفون تفاصيل المعارف الدينية على الصعيد الأخلاقي والفقهي والعقدي
6- الشام بين الولاية والخلافة
عندما سئل الإمام السجاد”ع” اي المصائب كانت اشد عليكم في واقعة الطف ؟ فأجاب “الشام الشام الشام”
معاوية
بحث مطول عن معاوية بن أبي سفيان:
أعماله
أمله في دفن اسم النبي ص
مذكرات معاوية إلى عماله وتخطيطه المتدرج للتغيير في فهم الناس الديني والعمق المعرفي للأمة الإسلامية
معاوية وسب علي عليه السلام.
7- يزيد بن معاوية
تجاهر يزيد بكفره
روى الطبري أنه أنشد ورأس الحسين عليه السلام موضوع أمامه في طبق:
لَعِبَتْ هَاشِمُ بِالْمُلْكِ فَلَا * خَبَرٌ جَاءَ وَ لَا وَحْيٌ نَزَلَ
لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا * جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ
لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً * وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تَشَلَ
لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ * مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَل
تاريخ الطبري ج 8 ص 187. فتوح ابن أعثم : 5/241.
8- فترة خلافة الإمام علي بن أبي طالب ع
بيعة العامة وعدم بيعة البعض
بعدما قتل عثمان، قام – أمير المؤمنين عليه السلام – فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قتل، ولا بد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم. فقال: لا تفعلوا، فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً، فقالوا: لا، والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفياً.
فخرج إلى المسجد، فبايعه من بايعه، وبايعت الأنصار علياً إلاّ نفيراً يسيراً، منهم حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة، والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد، وكعب بن عجرة، كانوا عثمانية. ولم يبايعه من غير الأنصار عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وكلهم كانوا من المقربين من عثمان.
الناكثون وحرب الجمل
من عوامل نشوب الحرب:
حبّ كل من طلحة والزبير للسلطة
نكث العهد وإثارة الفتنة
عامل الحقد والضغينة
من كان مع علي (ع) فى الجمل
شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقتل بينهما ثلاثون ألفا ، لم تكن مقتلة أعظم منها. تاريخ الإسلام، ج 3، ص 484، تاريخ خليفة بن خياط : 138 ، العقد الفريد : 3 / 314.
من شهد مع علي (ع) في صفين
قال المسعودي: كان ممن شهد صفين مع علي من أصحاب بدر سبعة وثمانون رجلا : منهم سبعة عشر من المهاجرين ، وسبعون من الأنصار ، وشهد معه من الأنصار ممن بايع تحت الشجرة ؛ وهي بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسعمائة ، وكان جميع من شهد معه من الصحابة ألفين وثمانمائة. مروج: 2/361.
وجوه أصحاب معاوية في صفين
وجوه أصحاب معاوية لم يكن أحد من أصحاب معاوية من السابقين إلى الإسلام ، بل كان بعضهم ممن حارب النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنوات عديدة أو ممن طرده أو لعنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أمثال : عمرو بن العاص ، عبد الله بن عمرو بن العاص ، عبيد الله بن عمر ، حبيب بن مسلمة، ذو الكلاع الحميري ، الضحاك بن قيس ، الوليد بن عقبة
المارقون ومعركة نهروان
9- الخوارج
تعريف الخوارج: هم الطائفة التي خرجت على علي بن ابي طالب عليه السلام في صفين يوم التحكيم حيث كرهوا الحكم والتحكيم وقالوا: «لا حكم الا لله» وخرجوا عن إمرته وخلافته، وقالوا: «شككت في أمرك، وحكمت عدوك في نفسك»، ثم كفَّروه وكفّروا معاوية وكل من رضي بالتحكيم. الخوارج هي فرقة ظهرت في النصف الأول من القرن الأول الهجري، وبالتحديد في حرب صفين التي دارت رحاها بين أمير المؤمنين علي عليه السلام من جهة وبين معاوية بن أبي سفيان من جهة أخرى.
عقائد الخوارج
الخوارج ومعركة النهروان (المارقين)
والسلام عليكم ورحمة الله
2 comments
2 Comments
رضوان
21 جولای، 2024, 12:09 ب.ظمطلب بسیار خوب و آموزنده ای بود ممنونم از شما و به سایر دوستان هم پیشنهاد میکنم کامل مطالعه کنند
REPLYdr.ariaee
21 جولای، 2024, 4:06 ب.ظThanks for this good article. I really liked it. I recommend it to other friends
REPLY